ما هي أضرار وجبات السحور الثقيلة و ما هي البدائل؟

علينا أن نعرف أن الكثير ممن اعتادوا على تناول كميات كبيرة من الطعام في السحور، ربما لا يفعلوا ذلك بدافع الإسراف في المقام الأول
"يا بَنِيٓ آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلا تُسْرِفُوٓا إنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ" الأعراف-٣١. صدق الله العظيم حين أوصانا بعدم الإسراف؛ حيث أن هذه العادة دائماً ما تكون مرتبطة بتوابع غير مرغوب فيها، و نحن في شهر القرآن نعيد النظر لتلك النصيحة القرآنية في حياتنا بشكل عام، في هذا المقال سنتحدث عن أحد مظاهر الإسراف ألا و هو تناول سحور دسم و ثقيل.
في البداية علينا أن نعرف أن الكثير ممن اعتادوا على تناول كميات كبيرة من الطعام في السحور، ربما لا يفعلوا ذلك بدافع الإسراف في المقام الأول، بل في كثير من الأحيان يكون ذلك السلوك مدفوعاً برغبة في تجنب الجوع خلال صيام اليوم التالي، و إمداد الجسم بكميات كبيرة من الطاقة لتساعده على تأدية واجباته. و الحقيقة أن تناول وجبة ثقيلة خلال السحور لن تساعد خلال صيام اليوم التالي كما يتصور البعض، بل على العكس، قد تتسبب في مضاعفات و مشاكل تزعج الصائم طوال فترة النهار. و الآن سوف نسرد الآثار السيئة لوجبة السحور الثقيلة على جسم و البدائل الصحية التي نستطيع تناولها على السحور.
 
الحموضة:
تناول كميات كبيرة من من الطعام قبل النوم يسبب زيادة إفراز الأحماض الهاضمة في المعدة، و مع النوم و الاستلقاء على الظهر مباشرة بعد الأكل، تزداد نسبة حدوث الارتجاع الحمضي للمريء، مما قد يسبب إحساس مزعج بالحموضة أثناء النوم و خلال فترة طويلة من النهار بعد الاستيقاظ.
 
مشاكل النوم:
تناول كمية كبيرة من الطعام قبل النوم يسبب ارتفاع معدلات حرق الغذاء في الجسم و انتاج الطاقة، مما يزيد حالة اليقظة بدرجة من الدرجات. بجانب أن الاستلقاء للنوم مع معدة ممتلئة بالطعام، قد لا يكون وضع مريح و مناسب للنوم على أي حال، و يترتب على هذه المشاكل عدم القدرة على النوم المريح و الهادئ لفترة كافية؛ مما يجعل الصباح التالي مليء بالكسل و التوتر.
 
العطش:
تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات محتوى عالي من الأملاح يسبب سحب المياه من الخلايا و حدوث شعور قوي بالعطش قد يمتد طوال فترة الصيام في اليوم التالي.
 
الشعور بالانتفاخ:
يتسبب السحور الثقيل في الشعور بالانتفاخ و عسر الهضم نتيجة تناول الأطعمة المحمرة في السحور، و قد يسبب بطء عملية الهضم مما يؤدي لشعور مزعج بالانتفاخ لفترة طويلة خلال صيام اليوم التالي.
 
الأطعمة التي يجب تجنبها في السحور من أجل الحصول على صيام صحي هي الأطعمة المصنعة، الخبز الأبيض، الوافل، المعجنات و الحلويات، الأطعمة المقلية، الأطعمة المالحة.
عندما نفكر في بدائل صحية لوجبة السحور، فإننا نستهدف بشكل أساسي مشكلتين يقابلهما الصائم خلال شهر رمضان؛ أولهما مشكلة الحصول على طاقة تساعد على العمل خلال الصيام. و ثانيهما مشكلة الحفاظ على قدرٍ كافٍ من السوائل في الجسم.
هناك العديد من الأطعمة الصحية التي يمكن تناولها على السحور و تعطي الإنسان قدر مناسب من الطاقة خلال فترة الصيام، و هذه البدائل لا تعتمد على الكم الكبير لإمداد الجسم بالطاقة، و الفكرة في احتوائها على ألياف و كربوهيدرات من النوع المركب بطيء الامتصاص، مما يجعل تفككها و خروج الطاقة منها يحدث بمعدل بطيء طوال ساعات الصيام، هذه البدائل تشمل: الشوفان، القمح، العدس، الشعير، البطاطس، الخضروات و أغلب أنواع الفواكه.
أهم نصائح السحور التي تساعد على دعم الجسم بالسوائل فهي كالتالي: 
-تجنب الأطعمة المملحة و الأطعمة عالية السكريات.
-تناول كميات كافية من الماء قبل بدء الصيام على مدار ساعات الإفطار وصولاً للسحور.
-أضف لوجبة السحور بعض الخضروات التي تدعم الجسم بالسوائل مثل الخيار و الخس و الطماطم.
بالنسبة للأطفال الذين سيقومون بالصيام، فبإمكانهم تناول البيض أو الخبز أو البلح أو ملعقة من العسل مع كوب من الحليب، حيث تحتوي هذه الأطعمة على فيتامين ب و الكالسيوم و البروتين و الكربوهيدرات، حيث أنها تساعد في تنشيط الهضم و تزود الطفل بالطاقة. و هكذا تتضح عظمة النصيحة الإلهية "لا تُسرِفوا"، و ندعو الله أن يحمينا من الإسراف و أن يرزقنا بنعمة الصحة و العقل و أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال في شهر رمضان الكريم.

اشترك فى نشرتنا البريدية