يسعدنا في شهر رمضان الكريم أن نتعرض لبعض آثار الصيام على صحة الإنسان
حيث أن التغيير السلوكي و المعيشي خلال شهر رمضان يُحدث العديد من التغيرات في أعضاء الإنسان و التي تعود بالنفع على الجسم بصفة عامة.
نلقي الضوء بالأخص على الجهاز الهضمي و الكبد لعلاقة الصيام المباشرة بهما و ذلك لأنه أثناء الصيام يتم الإمساك عن الأكل و الشرب و بالتالي راحة الجهاز الهضمي عن أداء وظائفه من هضم و امتصاص و إفراز إنزيمات و هرمونات و خلافه لمدة قد تصل إلى ١٦ ساعة يومياً في رمضان. و بما أن الجهاز الهضمي مسؤول عن عدة مشاعر حيوية مثل الجوع و الشبع و النهم و الامتلاء و سهولة أو صعوبة التنفس فإن استراحته لهذه الفترة يؤدي لتعافيه من الإرهاق و أعراض الانتفاخ و التقلصات و الأمغاص و عسر الهضم.
نعرض فيما يلي ملخص لفوائد الصيام على الجهاز الهضمي:
-يؤدي الامتناع عن الأكل و الشرب أثناء فترة الصيام إلى تحسن تلقائي في أعراض عسر الهضم أثناء فترة الصيام.
-كذلك تعطي فترة الصيام الفرصة للجهاز الهضمي في التخلص من السموم و تجديد الخلايا و عدم أرهاقها و هذا هو سبب زيادة النشاط و قدرة الجسم على أداء المهام أثناء فترة الصيام.
-يساعد الصيام كذلك على شفاء المعدة المريضة حيث تستفيد المعدة من الحد من الإفرازات الحمضية و يتعافى الغشاء المبطن الملتهب و المتألم و تتجدد الأغشية المهترئة و تلتئم جروح الغشاء المخاطي المتمثلة في التقرحات و الالتهابات المزمنة نظراً لانتظام حمض المعدة نتيجة للتغيرات الهرمونية و البيولوجية المصاحبة للصيام و التي تعطي الفرصة لترميم مناعة و بناء الغشاء المخاطي المبطن للمعدة.
-و من فوائد الحد من افرازات المعدة أيضاً هو تعافي الغشاء المبطن للمريء من الالتهابات و التقرحات عند مرضى إرتجاع المريء و كذلك يؤدي تقليل ضغط تجويف البطن نتيجة للإمساك عن الطعام و الشراب إلى تقليل حجم فتق الحجاب الحاجز مما يؤدي أيضاً إلى تحسن أعراض ارتجاع المريء.
-تستفيد الأمعاء كذلك في فترة الصيام من التعافي من الاضطرابات الهضمية و أعراض القولون العصبي حيث أنها تتخلص من الغازات المتكونة و المحبوسة داخل تجويف الأمعاء.
-كما يخفف الصيام من الجهد المبذول من البنكرياس في عمليات الهضم و الامتصاص و ضبط مستوى السكر بالدم من خلال إفراز إنزيمات و هرمونات و بناء عليه يتعافى البنكرياس من أي التهابات مزمنة أو حادة و تتحسن فرصة السيطرة على ارتفاع السكر بالدم لدى مرضى السكري.
-يؤدي الصيام أيضاً إلى تحريك الدهون المخزونة و المتراكمة في الكبد فتتحسن حالات الكبد الدهني و تتحسن إنزيمات الكبد و يقل تعرض خلايا الكبد إلى المواد السامة و الضغط التأكسُدي الناتج عن تراكم الدهون بالكبد و تعطي الفرصة لخلايا الكبد للتعافي و النمو و تعويض التالف منها.
توضح النقاط السابقة الفائدة القصوى التي تعود على الجهاز الهضمي من الصيام و لكننا لا نستشعر هذه الفائدة في الكثير من الأحيان نتيجة للممارسات الغذائية الخاطئة عند الإفطار و حتى السحور و يُحرم الكثير من الصائمين و الصائمات من الفائدة الصحية من صيام شهر رمضان بل و للأسف يؤدي انحراف السلوك الغذائي بعد الإفطار إلى حدوث أعراض عسر الهضم و ارتجاع المريء و القولون العصبي. نتمنى من متابعينا الكرام الالتزام بمعنى الصيام و الإفطار و سلوكياته الغذائية السليمة التي ستنعكس و بلا شك على تحسن صحتهم العامة.