القولون العصبي عند النساء

متلازمة القولون العصبي عند النساء هي مجموعة من الأعراض مثل التشنج وآلام البطن والانتفاخ والإسهال والإمساك. يمكن لمعظم مرضى القولون العصبي تخفيف الأعراض بتعديل النظام الغذائي والأدوية وتخفيف التوتر.


بالنسبة لبعض الناس، تكون أعراض القولون العصبي أكثر حدة، وقد يؤثر القولون العصبي على النساء أكثر من الرجال.

ما هو القولون العصبي عند النساء؟
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب وظيفي و هضمي مزمن يصيب الأمعاء الغليظة و يسبب أعراضاً مؤرِقة مثل آلام البطن والتشنجات والانتفاخ والإسهال أو الإمساك أو كليهما.
برغم أنه من الممكن أن يصاب أي شخص بمرض القولون العصبي، فإن الحالة أكثر شيوعاً عند النساء، وتؤثر على 1.5 إلى 3 مرات على الإناث أكثر من الذكور.
العديد من أعراض القولون العصبي لدى الإناث هي نفسها التي تظهر عند الذكور، لكن بعض النساء أكدن أن الأعراض تزداد سوءاً خلال مراحل معينة من الدورة الشهرية.

ماهي أعراض القولون العصبي عند النساء؟
تتمثل أعراض القولون العصبي عند النساء كما يلي:
1. الإمساك
الإمساك هو أحد أعراض القولون العصبي الشائعة عند النساء، ويسبب صعوبة في الإخراج حيث يكون البراز صلباً وجافاً ويصعب تمريره.
و أوضحت بعض الدراسات، أن الإمساك هو أحد أعراض القولون العصبي الأكثر شيوعاً عند الإناث، بالإضافة إلى آلام البطن والانتفاخ.
2. الإسهال
يبدو أن متلازمة القولون العصبي المصابة بالإسهال، والتي يسميها الأطباء أحياناً بـIBS-D، أكثر انتشاراً عند الرجال، لكن النساء غالباً ما يعانين من تفاقم الإسهال قبل بدء الدورة الشهرية مباشرة.
يُصنف الإسهال على أنه براز رخو متكرر، وغالباً ما يكون مصحوباً بألم أسفل البطن وتشنجات تتحسن بعد حركة الأمعاء. قد يُلاحظ أيضاً وجود مخاط في البراز.

3. الانتفاخ
الانتفاخ هو عرَض شائع للقولون العصبي عند النساء و يسبب الشعور بالضيق في الجزء العلوي من البطن والشبع بشكل سريع بعد تناول الطعام و غالباً ما يكون من الأعراض المبكرة للدورة الشهرية.
من المرجح أن تعاني النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي، من الانتفاخ خلال مراحل معينة من الدورة الشهرية مقارنة بالنساء غير المصابات بالقولون العصبي و يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض الأمراض النسائية مثل بطانة الرحم المهاجرة إلى تفاقم الانتفاخ.
كما أن النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي بعد انقطاع الدورة الشهرية يعانين من الانتفاخ في البطن بشكل أكبر.
4. سلس البول
وجدت دراسة صغيرة تم إجراؤها في عام 2010 أن النساء المصابات بمرض القولون العصبي أكثر عرضة للإصابة بأعراض المسالك البولية السفلية التي تعاني منها النساء غير المصابات بهذه الحالة.
تضمنت الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
•    كثرة التبول
•    التبول الليلي وهو التبول المفرط في الليل
•    تبول مؤلم
5. تدلي أعضاء الحوض
هناك دليل أن النساء المصابات بمرض القولون العصبي أكثر عرضة للإصابة بتدلي أو سقوط أعضاء الحوض و يحدث هذا عندما تصبح العضلات والأنسجة التي تحمل أعضاء الحوض ضعيفة أو مرتخية، ما يؤدي إلى سقوط الأعضاء من مكانها.
يزيد الإمساك المزمن والإسهال المرتبط بمتلازمة القولون العصبي من خطر الإصابة بالتدلي. تشمل أنواع تدلي أعضاء الحوض ما يلي:
•    سقوط المهبل
•    سقوط الرحم
•    سقوط المستقيم

6. آلام الحوض المزمنة
يعد ألم الحوض المزمن، وهو ألم أسفل السرة و هو مصدر قلق شائعاً بين النساء المصابات بمرض القولون العصبي. تشير المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي إلى دراسة أفاد بها ثلث النساء المصابات بالقولون العصبي أنهن يعانين من آلام في الحوض طويلة الأمد.

7. تفاقم أعراض الدورة الشهرية
هناك دراسة أكدت أن أعراض الدورة الشهرية لدى النساء، تكون أكثر تفاقماً عند الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بالمقارنة بالنساء غير المصابات بالمرض.
أبلغ العديد من النساء أيضاً عن تفاقم أعراض القولون العصبي خلال مراحل معينة من الدورة الشهرية و يبدو أن التقلبات الهرمونية تلعب دوراً في هذا الأمر و يمكن أن تتسبب متلازمة القولون العصبي أيضاً في أن تكون الدورة الشهرية أكثر غزارة وألماً.

8. الإجهاد
الإجهاد هو عرض شائع لمتلازمة القولون العصبي، ولكن هناك أدلة على أنه قد يصيب النساء أكثر من الرجال.
ربط الباحثون شعور الإرهاق لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي لعدد من العوامل، بما في ذلك سوء نوعية النوم والأرق، حيث يمكن أن تؤثر شدة أعراض القولون العصبي أيضاً على مستوى الإجهاد الذي يعاني منه الشخص.

9. التوتر
يعد مرض القولون العصبي، مرتبطاً بشكل ملحوظ باضطرابات المزاج والقلق مثل الاكتئاب عند النساء أكثر من الرجال، حيث أبلغت العديد من النساء عن شعورهن بالإجهاد من التفكير والقلق والمزاج المتقلب بسبب إصابتهن بالقولون أكثر من الرجال.

علاج القولون العصبي عند النساء

حتى الآن، لا يوجد علاج بشكل قاطع يقضي على مشاكل القولون العصبي وأعراضها عند النساء، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها للشعور بالتحسن، وقد تشمل ما يلي:

1.تغيير النظام الغذائي
قد يؤدي تناول أطعمة معينة إلى ظهور أعراض القولون العصبي و يمكن تخفيف أعراض القولون العصبي عن طريق تغيير بعض عادات الأكل.
يفضل الحد من هذه الأطعمة أو تجنبها و التي قد تكون مسببة للمشكلة:
•    الحليب ومنتجات الألبان مثل الجبن أو الآيس كريم
•    المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة
•    المشروبات الغازية مثل الصودا، خاصة تلك التي تحتوي على مواد تحلية صناعية (مثل السوربيتول) أو المشروبات المحتوية على الفركتوز بكثرة
•    المشروبات الكحولية
•    بعض الفواكه والخضروات

2.تناول نظام غذائي صحي ومتوازن
•    تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات (خاصة للسيدات اللواتي يعانين من الإمساك) مع إضافة الأطعمة التي تحتوي على الألياف إلى النظام الغذائي قليلاً في كل مرة للسماح للجسم بالتعود عليها.
•    قد لا تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف في علاج الألم أو الإسهال بل قد تزيد من الغازات والتقلصات لذلك يجب تجنب تناول أكثر من 20 جراماً من الألياف يومياً.
•    شرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً (خاصة للسيدات اللواتي يعانين من الإسهال). من غير الواضح ما إذا كان هذا يساعد في ظهور أعراض القولون العصبي، ولكن يمكن أن يساعد في علاج الجفاف الذي يحدث أحيانًا مع الإسهال.
•    تجنب الوجبات الكبيرة، والتي يمكن أن تسبب الإسهال والتشنجات لدى الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي و يفضل تناول 4 أو 5 وجبات صغيرة في اليوم، أو تناول كميات أقل في كل من الوجبات الثلاث المعتادة.
3.الأدوية
•    مكملات الألياف مثل سيلليوم (ميتاموسيل)، للمساعدة في السيطرة على الإمساك.
•    الأدوية المضادة للإسهال مثل لوبراميد (إيموديوم)، للمساعدة في السيطرة على الإسهال.
•    مضادات التشنج مثل زيت النعناع أو ديسيكلومين، لإبطاء التقلصات في الأمعاء، ما قد يساعد في علاج الإسهال والألم.
•    الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب الثلاثية أو مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) إذا تضمنت الأعراض الألم أو الاكتئاب.
•    دواء القولون العصبي الذي يعرف باسم Lubiprostone  للنساء المصابات بالإمساك الشديد.

4.الاستشارة وتخفيف التوتر
كثير من النساء اللواتي يسعين للحصول على رعاية متلازمة القولون العصبي يعانين أيضاً من القلق أو الذعر أو الاكتئاب.
الإجهاد هو أيضاً مشكلة للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، لأنه يمكن أن يجعل الأعراض أسوأ، تظهر الأبحاث أن العلاج النفسي يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي.
تشمل العلاجات التي يمكن أن تساعد في تقليل مشاعر التوتر والقلق ما يلي:
•    العلاج السلوكي المعرفي: علاج قصير الأمد يمزج بين أنواع مختلفة من العلاجات والاستراتيجيات السلوكية و قد يركز نوع العلاج المعرفي السلوكي المستخدم في علاج القولون العصبي على إدارة ضغوط الحياة، أو قد يركز على تغيير كيفية استجابة الشخص للقلق من أعراض القولون العصبي.
•    العلاج النفسي الديناميكي: شكل مكثف قصير المدى من العلاج بالكلام، قد يركز على المناقشات المتعمقة حول الارتباط بين الأعراض والعواطف، قد يساعد العلاج أيضاً في تحديد النزاعات الشخصية وحلها.

•    تخفيف التوتر العام مهم أيضاً من خلال ممارسة الرياضة بانتظام بطريقة منتظمة لتخفيف التوتر، كما أنه يساعد الأمعاء بشكل أفضل ويحسن الصحة العامة.
5. البروبيوتيك
قد يساعد تناول البروبيوتيك بعض النساء في تخفيف أعراض القولون العصبي.

هل القولون العصبي مرض خطير على النساء؟
على الرغم من أن أعراض القولون العصبي يمكن أن تكون مشابهة لتلك التي تظهر في حالات أكثر خطورة، لكن بمجرد تشخيصه و عمل منظار قولون لاستبعاد وجود أمراض خطيرة و علاجه بطرق صحيحة، فلا يوجد قلق بشأن تطوره لأمراض خطيرة، فهو لا يسبب الإصابة بسرطان الأمعاء أو مشاكل أخطر من ذلك.

اشترك فى نشرتنا البريدية